الخطب والمحاضرات

اتق الله حيثما كنت

2010-03-15



بسم الله الرحمن الرحيم

( اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ )

25/5/1432- 29/4/2011م
فضيلة الشيخ أحمد بن حسن المعلم ) مسجد خالد بن الوليد

خطبة الحاجة، والوصية بالتقوى:

عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ الناس بِخُلُقٍ حَسَنٍ ) رواه الترمذي وقال حديث حسن([1]).

عباد الله:

اخترتُ اليوم الحديث عن التقوى والتذكير بهذا الحديث بالذات، رغم وجود مئات النصوص القرآنية والأحاديث النبوية في باب التقوى.

أما الحديث عن التقوى هذه الأيام فلأننا في وضع لا يخرجنا منه سالمين غانمين إلا تقوى الله، يقول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا _ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} ويقول تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } أي: نوراً وبصيرة تفرقون بها بين الحق والباطل.

ويقول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ }.

إن الوضع الذي نعيشه فتنة ظلماء تدعُ الحليم حيران، هوىً متبع، وإعجابُ كل ذي رأي برأيه، إننا نعيش ترقباً وخوفاً، بل نعيش قتلاً وتجريحاً وإفساداً في الأرض، هذا هو المشهد في بلادنا في كثير من المدن، دماءٌ تُسال، وأرواح تُزهق،وطرقٌ تقطع، وتجارة تبور، ومصالح يُقضى عليها،وهكذا وهكذا...مما تعرفونه جميعاً.

إننا ندين المقتلةَ والمجزرة التي وقعت قبل أمس في صنعاء وفي عدن أيضاً وكذلك الجراحات التي وقعت هنا في المكلا وفي كل مكان، ندينها إدانةً كاملةً ونعتبرها جريمةً من الجرائم الكبرى؛ فإن القتلَ عدّهُ الله عز وجل بعد الشرك به تبارك وتعالى، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حينما ذكر أكبرَ الكبائر السبعَ الموبقات قال: ( الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ ) ([2])، فالقتل وأذية الناس وإسالة دماءهم والاعتداء على أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم جرائم كبرى، يعاقب الله عليها في الدنيا والآخرة، ويجب أن يُعاقب عليها كل من له علاقة بها:من مخططٍ لها، ومحرِّضٍ عليها، ومنفذٍ لها، ومن مستفِّزٍ يدفع الناس إلى ساحة القتل، كل أولئك مُدانون، وكل أولئك يجب أن يحاسبوا ويُعاقبوا على ما اقترفته أيديهم، المشكلةُ أيضاً أننا أمام مستقبل مجهول، وأننا لا ندري متى يأتي الفرج؟ وعسى أن يكون قريباً.

هذه الحال لا ينجينا منه إلا أن نتقي الله، فإذا اتقينا الله وفى الله لنا بوعده؛ فأخرجنا من الضيق إلى السعة، ومن العسر إلى اليسر، ومن الفقر إلى الغنى، ووهب لنا نور البصيرة التي تنجينا من ظلمات الفتن والأهواء.

وفي آية الأعراف قسَمَ الله الناس إلى فئتين: فئة المتقين، وفئة إخوان الشياطين.

ونحن بحاجة إلى أن نكون من المتقين؛ فقد أصابنا طائفٌ الشيطان، فتنةٌ وتعسفٌ وعناد ونسيانٌ لله والدار الآخرة، وتخلٍ عن المسئولية، بل خيانةٌ للأمة، وعكسٌ لما يجب أن يكون عليه الناس، هذا هو طائف الشيطان وهذه هي نزغاته وخطواته، وقد أجلب علينا بخيله ورَجله، نسأل الله أن يعيذنا منه، ويرزقَنا الرشد، ويهديَنا لأرشد أمرنا. إننا لن نتذكرَ ونبصر حقيقة حالنا إلا إن كنا من المتقين: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ }.

فلذلك نوصي أنفسنا، نوصي إخواننا، نوصي صناع القرار، ومن يتحدثُ باسمنا سواءً في السلطة أو في المعارضة، منحناهُ التفويضَ أن يتحدث عنا أو لا، هؤلاء جميعاً نوصيهم بتقوى الله تعالى؛ لأننا إذا اتقينا الله واتقوا الله هم، أبصرنا ما نحن فيه؛ فرجعنا عن غينا، وتبنا إلى ربنا، وسلكنا الصراط المستقيم الذي ينجينا الله به في الدنيا والآخرة، وإذا أبصرنا استيقظت ضمائرنا فتركنا ما نحن فيه من الشر ورجعنا إلى الخير.

فعلينا أن نكون من هذا الفريق الذي لا يتمادى في الغي.

أما الفريق الثاني: فهو من كان من إخوان الشياطين، هذا يظل في أسر الشيطان وتحت تأثيره، لا يسمع ولا يبصر ولا يتذكر، بل يظل أصم أبكم أعمى بدون إرادة، إلا ما أزَّه عليه الشيطان من إرادة الشر والسوء، فلا يُقصر عن التخطيط للشر وتنفيذه وقلب الحقائق؛ ليصوِّرَ للناس أن شره هو محض الخير.

إن الحقيقة التي يعرفها كل عاقل أننا في شر، وخائفون من التوغل في نَفَقِ الشر المظلم الذي لا يعلم مداه إلا الله، فكل من يؤجج الأمور، ويسعِّرُ الحربَ ويدفع بالأوضاع إلى التأزم، ويضع العراقيل أياً كانت أمام الحلول، فهو من الشياطين التي تمد إخوانها بالغي، وكل من يقبل منها ذلك ويتجاوب معه فهو أيضاً من إخوان الشياطين الذين يتابعونهم على الغي ثم لا يقصرون.

إن مخرجنا من هذه الفتنة هو في تقوى الله التي هي الإيمان الكامل بالله رباً ومعبوداً إليه تصريف وتدبير الأمور في الدنيا، كما قال سبحانه: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} كما إليه المصير في الآخرة، كما قال تعالى أيضاً: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وكما قال سبحانه وتعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} وأن نوقنَ بمراقبته لنا كما قال تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، إذا نحن أيقنا بهذا وعملنا بمقتضاه أصبحنا ممن يتقي الله عز وجل.

وأن هذه المراقبة ليست لمجرد الفضول أو الرصد لذات الرصد، ولكنها للمحاسبة والمساءلة كما قال تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وكما قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} وكما قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ_ مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } هذا الذي يأمرُ وينهى ويهددُ ويتوعد من لم ينفِّذْ أوامره ومخططاته وجرائمه، سوف يأتي مستسلماً لله رب العالمين، لا يأتي ومعه رُتبهُ العسكرية، ولا كراسي ملكه وعرشه،ولا حرسه وقواته وجنده وحشمه، ولا ماله وتراثه، سيأتي بدون شيء من ذلك، كل ذلك يفنى ويبقى وجه ربك، ثم يأتي حقيراً ذليلاً مستسلماً لله رب العالمين، وهناك الآمرُ والمأمور، والقائدُ والجندي، والمدير والمنفذ والجميع، قال الله عز ذكره عنهم: { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ } هؤلاء الأتباع يخاطبون السادة والقادة والمسئولين، لأنهم الذين أوقعوهم في الجرائم: { قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ } يردُّ عليهم القادة والسادة والمتنفذون: { قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ_ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ _فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ _فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ فَإِنَّهُمْ }القيادات والمتنفذون والأتباع الذي يقول أحدهم: أنا عبدٌ مأمور- عندنا اليوم يمكن يمرر هذا العذر، إذا جاء أحدهم يُمسك مظلوماً فيدخله السجن، أو يضربه أو يقتله أو يفعل ما شاء، ويقول أنا عبدٌ مأمور – قد يُعذر عند الناس أما عند الله فلا عذر؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، وانظروا إلى هذا الحوار والجدال بين الأتباع والمتبوعين يقولون: { فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ_فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ_فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ_إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ }.سماهم الله مجرمين جميعاً، فيا من يغرَّر من أي جهة أو طرف بأن يعتديَ على الناس، أو يفسدَ في الأرض، أو يخونَ أو يغدر، أو يخالفَ أمر الله بأي صورة، هذا هو الجدال الذي سوف يكون بينك وبين من أوصاك وأوعزَ إليك ودفعك إلى الفتنة والإضرار بالناس، فاتقِ الله وكن رجلاً، كن رجلاً عبداً لله وحده لا لأحدٍ سواه، وقل طاعة فيما فيه طاعةُ الله، واعصِ ولا تقبلْ أن تطيعَ من يأمرك بمعصية الله عز وجل، ارفُضْ أن تنفذَ مخططاً يضر بالناس والإفساد؛ فإن من خطّطَ وأمر أو دفع المال، لن يأتي يوم القيامة معك وسُتبعث وتسأل حدك، ولن ينفعك أحدٌ ممن يدفع بك إلى الشر.

 

عباد الله:

هذه الآيات التي تلوتها يجب أن نتأملها جميعاً، فهي مخاطِبة لكل أحد مخاطَبة فردية، وهي أيضاً مخاطَبة جماعية، مخاطبة للناس في كل مواقعهم، وفي مقدمتهم أولياء أمور المسلمين ومن بيدهم تصريف أمور الناس وشؤونهم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله، فاستغفروه إنه الغفور رحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد والثناء

أيها الإخوة المؤمنون:

اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ )،دعونا نتحدثُ عن الجزء الثاني من الحديث ( حَيْثُمَا كُنْتَ ) فأنت مأمورٌ بتقوى الله أينما كنت، تتقي الله أينما كنت في الزمان، تتقي الله أينما كنت في المكان، تتقي الله حيثما كنت في الحال: من الرضا والغضب والمرض والصحة والفقر والغنى، وتتقي الله حيثما كنت في الموقع والمكانة، فلكل موقعٍ عبادتُه، ولكل صاحب موقع تقواه التي يجب أن يتقيَ الله وهو في ذلك الموقع، فلا أحد معفوٌ عن المطالبة بتقوى الله تعالى، لا أحد مستغنٍ عن تقوى الله في الموقع والمكانة: رئيس ملك رئيس وزراء من الناس الذين يظنون أن عندهم حصانة، نعم هناك حصانة دبلوماسية وبرلمانية وقضائية وغيرها من حصانات الدنيا، ولكن عند الله عز وجل ليست هناك أي حصانة، بل من كان في مكان أرقى وموضع أهم فمسئوليته عند الله أعظم، والخوفُ عليه من الله أشد،وعقابه أخطر وأخطر، فليتقِ الله رأس النظام: الرئيس أو الملك أو الوزير ومن بيده تصريف أمور الناس في معاشهم، يتقي الله، فإن مسئوليته أن يحمي هؤلاء الناس، يحمي دينهم وأنفسهم، يحمي أعراضهم وأموالهم، وأمنهم واستقرارهم، مسئوليته أن يرفق بهم، وأن ييسر لهم سبل الرفق من الخدمات بعمومها التي يحتاجون إليها، ومن مسئوليته وتقوى الله في هذه الأمة أن يحكمها بشرع الله عز وجل، وأن يعدل بينها ولا يشق عليها،من تقوى الله أن يستنصح الناصحين، وأن يُبعد الكذبة والخونة والمنافقين، من تقوى الله أن يوكل أعمالَه ووِلاياتِه ووظائفَه الكبرى والصغرى إلى القوي الأمين كما جاء في القرآن الكريم: { ...إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }، يحذَر من أهل الغش والخيانة، يحذر من أن يقدم هواه على مصلحة الناس.

أيها الإخوة:

لا يتسع الوقت لأذكر مسئوليات الآخرين، ولكنها كلمة أخيرة:

هذه الأيام وفي ظل قانون الطوارئ، الذي عُرف أن الحاكم والآمر والناهي فيه هم الأجهزة الأمنية،ألا فليتقوا الله: يتقي الله رئيس كل جهاز من هذه الأجهزة، ويتقي الله ضباطُه، ويتقي الله أفراده،ويتقي الله الـمُخبرون الذين يجوسون خلالنا، كلهم يتقون الله أينما كانوا؛ فإن الزمن زمنُ فتنة، وإنه وللأسف الشديد بعض الأجهزة لم تعدْ تعمل لإخماد الفتنة وإنما لتأجيجها، وتسعى لاختلاق الأزمات، وهذا لا يجرُّ الناس إلا إلى الشر والدماء والدمار، فإياك يا عبدالله، يا من ابتُليتَ بأن تكون مسئولاً في هذه الأجهزة، أو جندياً فيها أو متعاوناً معها: اتقِ الله،اتقِ الله، اتقِ الله،والله ستُسأل عن كل قَطرة دمٍ تكون معيناً على إراقتها،والله ستُسأل عن كل دمعة تسكبها زوجة أو أم؛ لأن ابنها ظُلم وسُجن أو عُذب، ستُسأل عن كل تأجيج في حال الأمة،ستُسأل عن كل تأخير في الحل الذي يُخرجنا من الأزمة،فاتقِ الله، اعلم أنك عبدالله، لست عبدَ رئيس الجهاز، ولا عبدَ رئيس الدولة،فأولئك واللهِ لن يُغنوا عنك من الله شيئاً، حتى اليوم لن يُغنوا عنك من الله شيئاً، وسَلْ عن إخوانك وزملائك في تونس ومصر، وماذا حلّ بهم؟ وأنت على وشك أن تكون مثلهم، فمن الآن: أصلحْ علاقتك مع الله، وأصلح علاقتك مع شعبك وإخوانك وأهل بلدك، بذلك تُعز وتُرفع وتُصان، ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه.

 


[1] رواه أحمد وأبوداود والترمذي والحاكم والبيهقي وحسنه الألباني صحيح الجامع رقم: 97.

[2] رواه البخاري ( 1/2519) حديث رقم (6744).

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أحمد المعلم