البحوث

ماذا يراد بالمرأة المسلمة ؟

2010-07-26



بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يراد بالمرأة المسلمة؟

الحمد لله الذي رفع بالإسلام قدر المرأة وأعلا مكانها، وحفظ به حقوقها حفظاً سبقت به زمانها ومكانها، وفرض على الرجل تكريمها وعاقب ووبَّخ من تنقصها أو أهانها، وأحاطها بسياج من الآداب والأخلاق والأحكام تحصنها وتمنع استغلالها وامتهانها، والصلاة والسلام على أول من نادى بحقوق المرأة كاملة دون انتقاص، وحررها من تسلط الرجال وقيود الجاهلية وقرر لها ما تستحقه من الكرامة والحرية والخلاص، نبينا محمد وعلى آله المبرأين من الأدناس وصحابته الكاملين في اليقين والإخلاص.

 

المرأة هي المدخل إلى الخير أو الشر :

لقد ضرب الله المرأة مثلاً للمؤمنين و للكافرين فقال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [1] ).

فأما كونها المدخل إلى الخير فقد قيل: (وراء كل رجل عظيم امرأة) وقيل:

الأم مدرسة إذا أعددتها    أعددت شعباً طيب الأعراق

وقال معروف الرصافي:

فحضْنُ الأمّ مدرسة تسامتْ

بتربيةِ البنين أو البنات

وأخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً

بأخلاق النساءِ الوالداتِ

وليس ربيبُ عاليةِ المزايا

كمثل ربيب سافلة الصفات

وليس النبت ينبت في جنانٍ

كمثل النبت ينبت في الفَلاة

فيا صدرَ الفتاةِ رحبت صدراً

فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات

 

وصدق الجميع، فهذه خديجة رضي الله تعالى عنها آزرت النبي صلى الله عليه وسلم منذ فجر الدعوة والرسالة، ثم بعد أن ماتت قامت ابنتها فاطمة ووقفت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى لقبت بأم أبيها، ومن لا يجهل دور امرأة فرعون في حماية موسى وجعله يتربى في قصر فرعون، ودور هاجر في تربية إسماعيل وتنشئته على أرفع درجات العبودية لله والتضحية من أجله، وخديجة وعائشة وأم سلمة ومشورتها للنبي e، والخنساء وحسن تربيتها لأبنائها ثم تحريضها لهم على الجهاد وطلب الاستشهاد والفرح بشهادتهم،ولا يزال ركب النساء الواقفات خلف العظماء والصالحين مستمر إلى يومنا هذا.

أما كونها مدخل إلى الفساد فلأن الله حذرنا منها ومن كيدها وفتنتها في آيات كثيرة فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}  [2] ) وقال تعالى حاكياً عن عزيز مصر وهو يوبخ زوجته حين اكتشف كيدها ليوسف ومحاولتها إيقاعه في الفاحشة ثم كذبها عليه: { إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}( [3] ).ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فيها فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فإن أَوَّلَ فِتْنَةِ بني إِسْرَائِيلَ كانت في النِّسَاءِ) [4] ) ، وقال: (ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ ) [5] ) .وهذه حقيقة ثابتة معروفة في جميع أدوار التاريخ الإنساني، فمِنْ النساء يكون فساد دين الرجال وفساد دنياهم.

فمن أجلها تمرض النفوس، ومن أجلها تذهب العقول، ومن أجلها يصبو ويجهل الحليم، ويتصارع الأقران، ويجور وينحرف السلطان، وتفتح السبل لأهل البغي والعدوان، ومن ورائها يفترس المدنسون، وينجو من العقاب المذنبون، ويعاقب الأطهار المحصنون، وانظر ما فعلت امرأة العزيز بزوجها حتى جعلته يعاقب يوسف على الطهارة والعفة بدل أن يعاقبها على طلبها الفاحشة.

لقد فهم الأعداء طبيعة المرأة فاستخدموها لذلك ولا غرابة؛ فالأعداء ما فتئوا يخططون لإخراجها عن دينها بشتى الوسائل قال تعالى: { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ } [6] ) وقال تعالى: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء } [7] ) وهذا شامل لجميع أنواع الحروب التي يخطط لها ويشنها الأعداء.

أما بخصوص المرأة فقد قال قائلهم وهو نصراني فرنسي: (كأس وغانية يفعلان في أمة محمد مالا يفعله ألف مدفع) ويقول الكاتب اليهودي مارتن شيرمان: (هناك طريقة واحدة يمكن من خلالها الدخول في مواجهة حاسمة مع الإسلام من غير أن تضر بالقيم الديمقراطية الليبرالية هذه الطريقة تمر عبر المرأة والتطلع إلى تحريرها أو على الأقل إحداث تقدم في هذا المجال ومساواتها في الحقوق أو على الأقل تحسين وضعها من هذه الناحية ولا يوجد أدنى شك أن عالماً إسلامياً يكون منبر وضع المرأة المسلمة قريباً من وضع بنات جنسها الغربيات سيكون عالماً مختلفاً تماماً وأيضاً خصماً أقل عداوة) [8] ) ، ولم يقفوا عند التنظير بل تجاوزوه إلى التخطيط والتنفيذ، فقديماً دعوا إلى وجوب المساواة وإعطاء المرأة حقوقها، ثم شدوا نظرها إلى المرأة الغربية وجعلوها قدوة لها ومثالاً عالياً، تتنافس نساء المسلمين في محاكاته والتأسي به في كل شيء، فتعدى أولئك النساء حدود الله وألقين بالقيم والأخلاق والآداب الإسلامية وراء ظهورهن، وتمردن على كل عادة جميلة وخلق نبيل، حتى قالت إحداهن: ( نحن في القرن العشرين، ومن حق كل واحدة أن تفعل ما تشاء، وأن تعشق بطريقتها التي تقتنع بها، وأن تختار بالطريقة التي تشبع مشاعرها، وتتماشى مع تفكيرها، فلسنا في عصر الجواري والإماء والمحظيات، نحن في عصر الاختيار وأن تفعل كل واحدة ما بدا لها ) [9] ).

ثم جاء دور برنامج الأمم المتحدة وأقيمت المؤتمرات وعقدت الندوات وصدرت القرارات، ومعظمها قلب للموازين وعكس للفطر وتمرد على الشرع والعرف، ثم أقاموا المنظمات المختلفة للمرأة وصرفوا مئات الملايين عليها وذلك لتمكينها من المطالبة بتنفيذ قرارات المنظمات الدولية المتعلقة بالمرأة، وأهم ما قامت لأجله تلك المنظمات واللجان والاتحادات هي:

 

  • 1- المطالبة بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الحقوق وعدم إلزام المرأة بذلك في الواجبات. ولقد جربت المرأة الغربية هذه المساواة ومارستها، وكانت النتيجة أن قالت رئيسة الجمعية النسائية الفرنسية: ( إن المطالبة بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة تصل بهما إلى مرحلة الضياع، حيث لا يحصل أحد من الطرفين على حقوقه ) ( [10]). وهذه خبيرة في شؤون الأسرة الأمريكية تقول: ( إن فكرة المساواة - التماثل - بين الرجل والمرأة غير عملية أو منطقية، وأنها ألحقت أضراراً بالمرأة، والأسرة، والمجتمع ) [11] ) .

 

2- إلغاء المفهوم السائد للأسرة القائم على مشاركة الجنسين الذكر والأنثى في بنائها والاستعاضة عن ذلك بما يسمى (الجندر) [12] ) أو النوع الاجتماعي ويقوم هذا المفهوم على تغيير الهوية البيولوجية والنفسية الكاملة للمرأة، ويقوم على إزالة الحدود النفسية التي تفرق بين الجنسين على أساس بيولوجي أو نفسي أو عقلي، وكذلك يزيل الهوية الاجتماعية التي تحدد دوراً مختلفاً لكل واحد من الجنسين في الحياة وتميزه عن الجنس الآخر، ويترتب على ذلك مشروعية إقامة الأسرة وتكوينها من جنس واحد أي رجل مع رجل أو امرأة مع امرأة، وهذا قد بدأ تنفيذه في الغرب وأصدرت أربع أو خمس دول قوانين تبيح ذلك من آخرها ايرلندا، كما يترتب عليه اعتبار الشواذ من الرجال والنساء أناس أسوياء لهم كامل الحقوق ويمنع اعتراضهم أو الطعن فيهم. وقد أعلنت ( ماري ريسون ) رئيسة جمهورية ايرلندا السابقة التي أصبحت بعدها المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن عزمها تعيين مراقب خاص لمتابعة المسائل المتعلقة بحقوق الشواذ، ومنها: حق زواج الجنس الواحد، ومكافحة القوانين المضادة للشذوذ الجنسي) [13] ).

3- تطور الأمر بعد ذلك وصدرت قرارات ملزمة من منظمات الأمم المتحدة منها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التميز ضد المرأة، وللأسف فإن منظمات المرأة في اليمن استجابت لذلك، وتحمست له وعملت عدداً من الندوات وحلقات النقاش وورش العمل لشرح ذلك وطلب الموافقة عليه، ثم توجت ذلك برفع مذكرة تشريعية إلى مجلس النواب تطالب فيها بتغيير عدد كبير من القوانين اليمنية لتتوافق مع تلك الاتفاقية ومن تلك القوانين:

 

  • 1- منع ختان الإناث: ويأتي هذا استجابة للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة ببكين إذ جاء في أحد قراراته: ( سن وإنفاذ قوانين لمواجهة مرتكبي ممارسات العنف ضد المرأة ومنها ختان الإناث وتقديم دعم قوي للجهود التي تبذلها المنظمات غير الحكومية، والمنظمات الأهلية ، من أجل القضاء على هذه الممارسات [14] ) ولنا مع هذا القرار وهذه المؤتمرات وقفات :

 

أ- أن هذه المؤتمرات تنفر بشدة من بتر أجزاء من الأعضاء التناسلية، وتعتبر ذلك من الممارسات التمييزية ضد المرأة، وأن ذلك يسبب أضراراًً صحية للمرأة وتدعوا - لأجل ذلك - إلى سن وإنفاذ القوانين، لمواجهة مرتكبي ممارسات العنف ضد المرأة.

لم نجد هذا التنفير من الأمراض الجنسية التي أفرزتها الحرية والإباحية الجنسية في الغرب، بالرغم من أن هذه الأمراض أشد خطراً وفتكاً بالنساء والرجال معاً.

ولا ندري هل الختان الشرعي - بضوابطه - يعتبر من الممارسات التمييزية ضد المرأة؟ أم أن سَوق الفتيات والمراهقات ودفعهن دفعاً إلى أسواق الرذيلة والجنس عبر ما يسمونه ( الحرية الجنسية - الحريات الشخصية - حقوق المرأة - الحقوق التناسلية، وغير ذلك من المسميات ) حتى تقع أسيرة للأمراض الجنسية الفتاكة، كالإيدز وغيره من الأمراض الجنسية - هو ما يعتبر حقيقة من الممارسات التمييزية ضد المرأة ، وانتهاكاً لحقوقها الصحية ) .

ب- إذا كانت هذه المؤتمرات تدعوا إلى التعليم المختلط، والتثقيف والتربية الجنسية، وغيرها من الأمور، وتعتبر هذه الإجراءات مما يخفف من شدة الهياج والجوع الجنسي لدى المراهقين والمراهقات.

فإن الختان الشرعي للمرأة يهدف إلى تخفيف حدة الشهوة الجنسية لدى المرأة وهو نفس ما تدّعي هذه المؤتمرات من خلال إجراءاتها المختلفة أنها تسعى إليه. فلماذا هذا الهجوم على الختان، واعتباره جريمة، وعنفاً، وممارسة ضارة، وتمييزاً ضد المرأة ؟.

إن هذا الأمر يؤكد حقيقة واضحة، وهي أن هذه المؤتمرات تسعى إلى نشر الإباحية الجنسية، وتوفير السبل المؤدية إلى ذلك، وتحارب ما يتنافى مع هذا الأمر كالختان الشرعي، وتحريم الإجهاض، والزواج المبكر، وغير ذلك من الأمور ) [15] ).

2- دية المرأة مثل دية الرجل.

3- كانت مادة من قانون الأحوال الشخصية تنص على أن من أركان العقد (زوج وزوجة) فطلب استبدالها بـ(رجل وامرأة) وهذا تمهيد لقبول مبدأ الجندر الذي يلغي الذكورة والأنوثة أو الزوج والزوجة.

4- للمطلقة الحاضنة بعد طلاقها الاستقلال مع صغيرها بمسكن الزوجية ما لم  يهيئ لها المطلق مسكناً آخر مناسباً، فإذا انتهت الحضانة أو تزوجت المطلقة فللمطلق أن ينزل مسكنه.

5- يمنح الطالب أو الطالبة المتخرج شهادة بكالوريوس في علوم التربية البدنية والرياضية:

وقد عقدت في اليمن لأجل ذلك مؤتمرات، منها المؤتمر الثاني الذي ضم ما يقارب إحدى وثلاثين دولة آسيوية، عربية وغير عربية، بقيادات نسائية ورجالية، تحت شعار" تمكين المرأة من الاستفادة من التربية البدنية والرياضة النسوية"وخرج المؤتمرون بتوصيات منها :
- 1 تشجيع الفتيات على المشاركة في الرياضة النسوية                  .
- 2مطالبة الدول بدعم الرياضة النسائية وإيلائها الاهتمام الأكبر.

.- 3 تعميم هذه الفكرة على المدارس النسائية والجامعات                  .
- 4إقامة البطولات الخارجية والمحلية في مجالات الرياضة                   .
- 5فتح صالات رياضية خاصة بالنساء بعيدة عن أنظار الرجال ( زعموا).
- 6الاستفادة من خبرات الدول الأجنبية المتقدمة في هذا المجال واستضافة المدربين   والمدربات لتدريب وتأهيل الكادر المحلي                                          .
- 7تشكيل منتخبات نسائية تمثل هذه الدول في جميع المجالات الرياضية.

ولننظر كيف يتآمرون على المرأة المسلمة، وأن هذه المؤامرة تقف خلفها منظمات عالمية لا تريد للإسلام والمسلمين خيراً، وتنفذها أياد من الداخل لها مصالح وشهوات كما قال تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا}.فقد جاء في الخبر:( في توجهٍ هو الأول من نوعه في تاريخ اليمن، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم ) الفيفا ) أنه سيمنح اليمن مبلغ (75) ألف دولار من أجل تعليم اليمنيات لعبة كرة القدم، وتشكيل منتخب نسوي يمثل اليمن في المنافسات الخارجية،بعد أن يتم تأهيلهن على أيدي خبرات خارجية متخصصة.وقالت مصادر نسوية في اتحاد رياضة المرأة لـ"نبا نيوز": إن السيد جول جونسون- مدير إدارة البرامج التنموية في الفيفا أكد خلال اجتماع عقده أمس الأحد مع نظمية عبد السلام، رئيسة اتحاد رياضة المرأة، وحميد شيباني، أمين عام إتحاد كرة القدم - إن الفيفا ستقوم بإرسال مدربة ألمانية تتولى تأهيل وتدريب مدربات يمنيات، وإعداد كوادر تحكيم نسوية، علاوة على تقديم معدات وتجهيزات رياضية للاتحاد بما يتسنى له نشر لعبة كرة القدم بين اليمنيات في مختلف محافظات الجمهورية، وتشكيل فرق، وتنظيم منافسات دورية. وأكدت المصادر: أن الاتفاق بين الطرفين أفضى إلى أن يتم المباشرة بخطط التدريب اعتباراً من شهر إبريل القادم... )([16]).

ولك أن تتصور أخي القارئ عندما تلعب المرأة اليمنية كرة القدم أو الكاراتيه أو الملاكمة أو غيرها من ألعاب القوى، بل ويكون بعض المدربين من الرجال، أي فساد يكون وأي رذيلة تنتشر!!! إنه الارتكاس في حمأة الجاهلية وشيوع الفاحشة في المجتمع عياذاً بالله، ثم تجدهم يختارون بنات ثمانية عشرة وستة عشرة سنة وما دون ذلك للدخول في الرياضة([17])وهذه المرحلة هي أخطر مرحلة في حياة الشباب والشابات كما هو مشاهد ومعلوم لأنها مرحلة هيجان الشهوة وتفجر الغريزة الجنسية والسعي في التوصل إلى قضائها بكل ما أمكن، ومعلوم بداهةً أن الشاب كلما اقترب من الشابة كلما زاد هيجانه وتدافعت فحولته وكذا الشابة، فكيف إذا وقعت الرحلات والسفريات مع بعض والنزول في الفنادق والتعرف على مكان بعضهم بعضاً وانعدم المحرم فتصور ماذا يحصل؟ اللهم سلم سلم ([18]).

6- يتم تخصيص 30% كحصة نسبية من مقاعد البرلمان للنساء في الانتخابات العامة ضمانا لمشاركتها السياسية وإعمالاً للمساواة الدستورية -مع أن أمريكا نفسها لم تأخذ بهذا النظام- .

هذه هي أخطر القوانين المقدمة للتعديل في نظري، وإلا فهي كثيرة وخطيرة وكثيرة منها ما هو مصادمة مصادمة كاملة للشرع والعقل والطبيعة، واتفاقية ( القضاء على كافة أشكال التميز ضد المرأة) التي تروِّج لها الأمم المتحدة ومنظماتها بقوة في العالم العربي والإسلامي، وبدعم قوي من أمريكا لأهداف معروفة هي إفساد المرأة المسلمة وإفساد المجتمع المسلم من خلال هذه الاتفاقية، والدولة الوحيدة التي لم توقع عليها الولايات المتحدة الأمريكية، وألغت روسيا اللجنة المشكلة عام 1996م للترويج للمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة مع التأكيد على إباحة الإجهاض ونشر وسائل منع الحمل دون ضوابط،واليابان يعمل فيه الحزب الحاكم على تعديل الدستور لأجل عودة المرأة إلى بيتها وذلك من أجل إنجاب النساء للمزيد من المواليد.

فلماذا يصر القائمون على المنظمات النسوية في بلادنا أن يؤسسوا أنظمة قد جربها الغير وعرفوا فسادها وعملوا على إلغائها؟

ودعونا نلقي نظرة على بعض هذه القوانين المقترحة وغيرها من القوانين والتوجيهات في نفس المجال، ففي حين يطالب المقدمون لهذا الاقتراح برفع سن الزواج إلى (18) - ومعنى ذلك أنه لا يجوز لمن كان أقل من هذا السن ولو بأشهر أن تتزوج- فإن نفس المقترح يدعوا لإصدار قانون يمنع ختان الإناث لتبقى المرأة بكامل شهوتها؛ لأن الختان يعدل الشهوة وهناك دعوة قوية مبنية على توجيهات بعض المؤتمرات تطالب بإشاعة التثقيف الجنسي بين الجنسين في مراحل التعليم المختلفة بما فيهم المراهقون. فماذا نفهم من ذلك؟! نفهم سد الطريق المشروع لإفساح الطريق أمام الزنا وأنواع الفاحشة المختلفة، وإن أعلى مرجع لهذه المطالب الخبيثة هي وثيقة مؤتمر بكين الصادرة عن المؤتمر الدولي الرابع للمرأة وقد صدر بيان عن مجمع البحوث الإسلامي بالأزهر مما جاء فيه: (إن مجمع البحوث الإسلامي لينبه من جديد إلى خطورة الدعوى التي ينطوي عليها برنامج عمل بكين ومناقضته للإسلام ولسائر الأديان السماوية وإلى استهدافه تحطيم القيم الدينية والاجتماعية والخلقية التي عصمت البلاد والعباد من أن تتردى من حضيض الرذيلة أو تتلوث بالأمراض الجنسية الخطيرة التي برزت في هذا العصر ويدعوا المجتمع إلى الحفاظ على مقتضى خلق الله للإنسان ذكرا أو أنثى وإلى الإيمان بأن تحدي الأحكام التي أنزلها الله لتحكم العلاقات الإنسانية بالتحريض على هذه القيم يورث الفساد، وأن إشاعة الفاحشة لا يرجى من ورائها تنمية فكرية أو ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية أو صحية أو غيرها وإنما توقع المجتمع الإنساني عامة والإسلامي خاصة في المحظورات التي حرمها الله في القرآن وفيما في سنة رسول الله e) [19] ) .

ويا بنت زهراء احذري كل ناعق
يريدون منك الدين والعرض والحياء  
وتمسين بين الناس سلعة تاجر
وما خلق الرحمن حوا بضاعة  
بها تصلح الدنيا وينتشر الهدى  
وقد حفظ الرحمن بالوحي حقها  
فلوذي بدين الله إن كنت حرة  
وينزلك العلياء دون منازع  
ومن حلل الإيمان ليس بحلة  
تنالين في الدنيا السعادة والهناء

فإن شباك القوم حولك تنتشر
وما فيك من خير يذوب ويندثر
يبعك بيع الدون للآثم الأشر
ولكنها أسمى وأغلى من الدرر
وتشرق أنوار الفضيلة في البشر
وكرره التنزيل في محكم السور
يصونك من عادي الذئاب إذا غدر
وغيرك بالعصيان في أعمق الحفر
إذا ما ارتدى بالفسق غيرك واتزر
وتلقين في الأخرى السلامة من سقر

شغلوك يا أختاه بالأزياء  
ورموك في غرف المكاتب منظرا  
قالوا: نعلمك المعارف والنهى  
ففشلت فيما علموك لأجله

ودراسة الإخلال والأنواء                      للعرض والتزيين والأغراء
فرموك وسط جهالة جهلاء
وأضعت خدمة دورك البناء

 


[1] سورة التحريم (10-12)

[2] (14) سورة التغابن

[3] (28) سورة يوسف

[4] رواه مسلم 4/2098برقم2742.

[5] رواه البخاري5/1959برقم4808،ومسلم4/2097 برقم 2740عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما.

[6] (217) سورة البقرة

[7] (89) سورة النساء

[8] (ص11).

[9] ( مجلة الكواكب 22914 / نوفمبر 1994 م نقلاً عن كتاب ماذا يريدون من المرأة لعبد السلام بسيوني ص40 )

[10] نقلاً عن كتاب ماذا يريدون من المرأة ص105

[11] ( أنظر مجلة الوعي الإسلامي العدد 405

[12] ( الجندر : المصطلح الذي يفيد استعماله وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية ، لا علاقة لها بالإختلافات العضوية) نقلاً عن كتاب "الجندر وموقف الإسلام منه" لأم أنس منى السعدي (ص29 ).

[13] ( السابق ص191)

[14] ( العدوان على المرأة ص287 )

[15] ( بتصرف من كتاب العدوان على المرأة ص289

[16] موقع سبأ نت الإلكتروني 4 مارس 2007م.

[17] جريدة الثورة الصادرة في 7/ جمادى الأولى /1424هـ في مقال بعنوان " بطولة الفتيات ".

[18] التعليقات الذهبية في بيان مفاسد الرياضة النسوية (مقال في موقع منتديات الحسبة الإلكتروني).

[19] قضايا دولية ص16-17.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أحمد المعلم