الخطب والمحاضرات

الرافــضـــة

2010-01-19



الرافضة

4 ذو القعدة عام 1430هـ

 

الحمد الله الذي أمر بلزوم صراطه المستقيم،ونهى عن الانحراف والتفرق في الدين، وأمر بكشف أهل الباطل لئلا يغتر بهم الجاهلون، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الغر الميامين:

الوصية بالتقوى:

عباد الله

سنة الاختلاف والتفرق،يقول الله تعالى{وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ على إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ في الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ في النَّارِ وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى على ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ في النَّارِ وَوَاحِدَةٌ في الْجَنَّةِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيده لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي على ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَاحِدَةٌ في الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ في النَّارِ قِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ من هُمْ قال الْجَمَاعَةُ) ( [1] ).

وقال صلى الله عليه وسلم: (فإنه من يَعِشْ مِنْكُمْ فسيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذلك مِنْكُمْ فعليكم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عليها بِالنَّوَاجِذِ) ( [2] ).

وقد مضت تلك السنة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وحصل ما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم من الاختلاف، وكان من أشد تلك الفرق ضلالاً وأكثرها انحرافاً وأجرئها على الله وعلى رسوله وكتابه وعباده المؤمنين فرقة الرافضة، التي كانت من أول الفرق الضالة ظهوراً في الأمة الإسلامية، وتميزت عن غيرها من الفرق الضالة بأربعة أمور لم يشبهها فيها أي فرقة ضالة أخرى:

الأمر الأول: الغلو وهو مجاوزة الحد، فهم غلاة في حبهم، فمن يحبونه يغلون في محبته ويتجاوزون في ذلك كل الحدود، وأعظم محبوب عندهم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد غلو فيه وفي أبنائه وأحفاده غلواً لا يقبله عقل ولا يقره شرع.

حيث زعمت فئة منهم أن علياً هو الإله، حتى كانوا إذا رأوه سجدوا له، فنهاهم علي عن ذلك فلم ينتهوا فأحرقهم بالنار، وأصل قصتهم تلك في صحيح البخاري وهي مفصلة في كثير من كتب الحديث والعقائد والتاريخ.

كما قرر بعضهم في علي وفي أبنائه وأحفاده ما يجعلهم بمنزلة الآلهة، يقول الشهرستاني عنهم: ( هؤلاء الذين غلو في حق أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقة، وحكموا فيهم بأحكام الآلهة فربما شبهوا واحداً منهم بالآلهة ) هذا مثل واحد من غلوهم في الحب.

وليس هذا فقط عند متقدميهم، بل إن أئمتهم المعاصرين يحملون نفس تلك العقائد

يقول إمامهم الخميني: (إن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب،ولا نبي مرسل) ( [3] ).

ويقول أحد شعرائهم المعاصرين:

أبا حسنٍ أنت عينُ الإله ---- وعنوانُ قدرته السامية

وأنت المحيط بعلم الغيوب ---- فهل تعزب عنك من خافية

 وأنت مدير رحى الكائنات ---- ولك أبحارها السامية

 لك الأمر إن شئت تحيي غدا -- وإن شئت تشفع بالناصية[4] )

ومن يشاهد ما يفعلونه في زياراتهم لكربلاء والنجف وما يقومون به في يوم عاشوراء، يتأكد من صحة هذا الكلام.

وأما غلوهم في البغض فحسبك أنهم يلعنون خيرة هذه الأمة، يلعنون أبا بكر وعمر فضلاً عن غيرهما من الصحابة، ويقذفون عائشة بما برأها منه القرآن.

ويلعنون أهل السنة عموماً إلى حد تكفيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وخير شاهد على ما أقول ما فعلوه ولا زالوا يفعلونه بأهل السنة في إيران والعراق، حيث تمكنوا منهم بسبب غزو الأمريكان له وإسقاط دولته السنية،

وكذلك سيفعلون بكل من تمكنوا منه من أهل السنة، وهناك جوانب كثيرة من جوانب غلوهم لا يسعفني الوقت بذكرها.

الأمر الثاني: الكذب، فقد كذبوا على الله، فزعموا أن الله تعالى يتخبط في أقواله وأحكامه، فيرى شيئاً حسناً ثم يبدوا له أنه قبيح، ويحكم بتحريم شيء ثم يبدوا له أنه حلال، ويقرر صحة شيء ثم يبدوا له بطلانه، وهذا يسمونه عقيدة البداء.

ويكذبون على جعفر الصادق وينسبون إليه أنه قال: ( ما عظم الله بمثل البداءة )، ذكره في كتابهم الذي يعدونه مثل صحيح البخاري عندنا.

وكذبوا على القرآن فزعموا أن أبا بكر وعمر حرفاه وطمسا منه ما لا يريدان،وأن عندهم مصحف فاطمة مثل قرآننا هذا ثلاث مرات.

وكذبوا على الرسول صلى الله عليه وسلم كذباً لم تكذبه فرقة من فرق المسلمين، ومن أعظم كذباتهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة بعده لعلي ................

كما كذبوا على علي أمير المؤمنين وعلى فاطمة وعلى الحسين وعلى جعفر الصادق، حيث نسبوا كل عقائدهم الضالة والكفرية إليه رحمه الله وهو منها بريء.

الأمر الثالث:الحقد،وحقدهم على أهل السنة دلت عليه أفعالهم ومؤامراتهم، وما سطرته أيديهم مما ينوون فعله بأهل السنة إذا استولوا عليهم، وإذا قام مهديهم المزعوم .....

وأما تقيتهم ومعناها التظاهر بخلاف ما يعتقدون فحدث عنها ولا حرج

حتى نسبوا إلي جعفر الصادق أنه قال : ( التقية ديني ودين آبائي ) ( [5] )

ونسبوا إليه أنه قال : (وعليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام، فإنه لا بد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التى أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم) ( [6] )

 

 


 

[1] رواه ابن ماجة 2 / 1322 برقم 3992 وغيره

[2] [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن سارية].

[3] الحكومة الإسلامية _ ص 52

[4] قالها شيخهم المعاصر إبراهيم العاملي في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه .

[5] أصول الكافي 2 : 219 / 12 ، باب التقية .

[6] روضة الكافي 8 : 2 / 1 .

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أحمد المعلم